اليوم الأحد 19 مايو 2024 - 11:16 صباحًا
أخر تحديث : السبت 18 سبتمبر 2021 - 2:51 صباحًا

من تاريخ بوتفليقة في المغرب..

زايوتيفي – متابعة

هذا مقتطف من مقال بعنوان “من بومدين إلى بوتفليقة.. جزائريون احتضنهم المغرب وحكموا الجزائر”، نُشر على موقع “الجزيرة”:

“عندما يرغب الجزائريون في الحديث عن النظام السياسي في بلدهم واستحضار رموزه الذين يستمر بعضهم في تقلد المناصب حتى اليوم، يختصرون على أنفسهم تعداد الأسماء والألقاب ويقولون “مجموعة وجدة”.

مجموعة وجدة، هو الاسم الذي اختاره الجزائريون لعدد من كبار المسؤولين الذين لجؤوا إلى المغرب في خمسينيات القرن الماضي، وبالتحديد إلى مدينة وجدة شرقي البلاد، للاستقرار فيها بعيدا عن الآلة العسكرية الفرنسية التي كانت تفتك بالبلد منذ 1830.

وعند نيل الجزائر استقلالها عام 1962، تحول زعماء ثورة الأمس، إلى قادة تلك الحقبة وما بعدها وأمسكوا بكل مفاصل الدولة والمناصب السياسية والعسكرية.

لجوء قديم
وتشير بعض الكتابات التاريخية إلى أن لجوء الجزائريين إلى المغرب لم يكن في الحقيقة وليد سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، ولم يبدأ مع زعماء حركة التحرير الجزائرية، وإنما بدأ منذ الوهلة الأولى التي أعلنت فيها فرنسا تحريك أسطولها في اتجاه الجزائر.

ويقول الباحث الأكاديمي في التاريخ بجامعة محمد الأول بوجدة، بدر المقري، إن المهاجرين الجزائريين الذين هاجروا من ديارهم قبيل وبعيد الحملة الفرنسية، انصهروا كليا في النسيج الاجتماعي الإنساني المحلي في بوتقة قيم الأخوة.

ولم تقتصر الهجرة حينها على المواطنين العاديين فقط، بل كان ضمنهم النخبة التي ستتولى مكانة سامية في الهرم السياسي والفكري بالمغرب المعاصر أيضا، ومنهم عائلات آل سيناصر، وآل المقري، وآل بنغبريط، وآل بنمنصور، وآل عصمان، وآل المشرفي، وآل بروكش.

وبحديثه للجزيرة نت، يبرز الباحث المغربي في هذا السياق، الدور الكبير الذي لعبه علماء مدينة وجدة في دعم مشروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، منذ تأسيسها على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1931.

وقد تجلى ذلك في دعمهم المادي لجريدة “البصائر”، عندما صدرت سنة 1935، بل وكان لعلماء وجدة دور كبير في شد عضد الشيخ محمد البشير الإبراهيمي لتأسيس دار الحديث في تلمسان (غرب الجزائر) سنة 1937.

الكومندار عبد القادر
وبعد ستة أشهر من نيل المغرب لاستقلاله سنة 1955، تأسس جيش التحرير الوطني الجزائري، ومنذ التأسيس كانت مدينة وجدة القاعدة الخلفية لهذا الجيش إلى حدود نيل الجزائر لاستقلالها.

وفي السنة ذاتها التي تأسس فيها جيش التحرير الجزائري (1956)، تعرض طالب جزائري للطرد من دراسته في جامعة الجزائر، وكانت هذه نقطة تحول مهمة في تحرك أعضاء الحركة الوطنية الموجودين بالخارج، من خلال مبادرات التضامن مع هذا الطالب.

ويتذكر محمد حرفي -وهو نقابي مغربي يقطن في وجدة كان ينتمي حينها للشبيبة الاستقلالية- تلك الفترة.

ويقول للجزيرة نت إنه بعد اندلاع الاحتجاجات في الجزائر، أخذت الشبيبة الاستقلالية زمام المبادرة بالتنسيق مع جمعية الطلبة الجزائريين المقيمين بوجدة والتي كان من أعضائها الرئيس الحالي للجزائر عبد العزيز بوتفليقة الذي ولد سنة 1937 بالمدينة نفسها، للتضامن مع الطالب الذي عاشت الجامعة الجزائرية بسبب طرده سنة بيضاء.

وحينها لم يكن بوتفليقة ظهر كاسم فاعل في جيش التحرير، بل كان–حسب حرفي- شخصا عاديا يتابع دراسته مع النخبة في ثانوية عمر بن عبد العزيز، وهي الثانوية التي كانت تحتضن أعيان المدينة.

وفي لحظة من اللحظات، توارى بوتفليقة عن الأنظار لمدة ليست بالقصيرة، وسيعرف حرفي وزملاؤه النقابيون فيما بعد، أن بوتفليقة عقد لقاءات مع الرئيس الثاني للجزائر المستقلة، هواري بومدين -اسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة- في منزل يدعى منزل آل بوسيف.

واصطحبه بومدين إلى ثكنة كانت مخصصة لجيش التحرير بمدينة الناظور بغرض مساعدته في الترجمة، وإعانته على تدبير فرع المغرب لجيش التحرير، على اعتبار أن بوتفليقة كان يتقن حينها اللغتين العربية والفرنسية، في حين كان تكوين بومدين أزهريا باللغة العربية فقط.

وفي عام 1962، أفرجت فرنسا على خمسة من أعضاء حركة التحرير الجزائرية، الذين أصروا على أن تكون عودتهم إلى بلدهم عبر المغرب، ورافقهم من الدار البيضاء في اتجاه مدينة وجدة الصحفي محمد باهي.

وكان باهي بحاجة إلى وثيقة من عضو بجيش التحرير بوجدة مسؤول عن منحها، وبحكم علاقته مع حرفي، رافقه هذا الأخير بسيارته إلى مقر العضو المعين الذي كان يكنى بالكومندار عبد القادر، قرب المقبرة الأوروبية، وبعدما دخلا إلى مقر الكومندار، لم يكن سوى عبد العزيز بوتفليقة، الذي اتخذ من الكومندار عبد القادر اسمه الحركي”.

انتهى الاقتباس..

(المصدر: الجزيرة)

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات